برعاية سمو محافظ الأحساء.”جمعية سند” تختتم مبادرتها الرمضانية “فرحة صائم” بتوزيع أكثر من 60 ألف وجبة

في مشهد يعكس أسمى معاني التكافل الاجتماعي وقيم العطاء المتجذرة في المجتمع السعودي خلال الشهر الفضيل، اختتمت جمعية سند للمسؤولية الاجتماعية بنجاح مبادرتها الرمضانية “فرحة صائم” في نسختها الأولى لعام 1446هـ. وجاءت هذه المبادرة المباركة برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر، محافظ الأحساء، واستمرت طيلة شهر رمضان المبارك حتى مغرب يوم الأربعاء 26 رمضان 1446هـ الموافق 26 مارس 2025م.
وهدفت المبادرة، التي تعد أحد برامج الجمعية الرمضانية الهادفة إلى تعزيز التآزر المجتمعي واستشعار المعاني الروحانية والإيمانية للشهر الكريم، إلى توزيع وجبات الإفطار على مرتادي الطرق والمسافرين في عدد من نقاط التوزيع والمحاور الرئيسية بمحافظة الأحساء، وذلك لتمكينهم من الوصول الآمن إلى منازلهم وذويهم، خاصة خلال فترة الذروة قبيل أذان المغرب، والتي غالبًا ما تشهد ارتفاعًا في وتيرة الحركة المرورية.
وتأتي “فرحة صائم” تحقيقًا لأهداف جمعية سند وتطلعاتها الرامية إلى تنفيذ مبادرات مسؤولية اجتماعية، وتعزيز الوعي بأهمية الممارسات الحديثة في هذا المجال الحيوي. وقد نجحت المبادرة، بفضل الله ثم بجهود المتطوعين والداعمين، في توزيع ما يزيد عن 60 ألف وجبة إفطار صائم، بمعدل يومي بلغ حوالي 2500 وجبة. وتم توزيع هذه الوجبات عبر شبكة واسعة شملت أكثر من 7 مواقع استراتيجية، تضمنت إشارات مرورية وتقاطعات حيوية، ومداخل ومخارج المحافظة، بالإضافة إلى الوصول للمرضى في عدد من المستشفيات، ومرضى الفشل الكلوي، والأسر المتعففة، تجسيدًا لمبدأ الشمولية في العطاء.
وفي هذا السياق، أعرب سعادة الدكتور محمد العيد، رئيس مجلس إدارة جمعية سند، عن بالغ اعتزازه بالنجاح الكبير الذي حققته المبادرة وبالإقبال والتفاعل اللافت الذي شهدته من المتطوعين والمتطوعات من مختلف الفئات العمرية. وأشاد الدكتور العيد بالجهود المخلصة التي بذلها المتطوعون، والتي شملت إعداد وتجهيز الوجبات وتوزيعها، إضافة إلى الإشراف على الأعمال اليومية وتقديم الدعم اللوجستي والتنسيق وقيادة الفرق الميدانية بكفاءة عالية. وأضاف: “إن مشاركة ما يزيد عن 2000 متطوع ومتطوعة، وتجاوز عدد الساعات التطوعية حاجز الـ 250 ألف ساعة، هو دليل حي على حيوية المجتمع السعودي وشغفه بالعمل التطوعي وخدمة الآخرين، وهو ما نفخر به ونسعى لتعزيزه تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030 في مجال العمل التطوعي”.
من جانبه، أشار الأستاذ سعود بن عبدالعزيز الشعيبي، نائب رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام على المبادرة، إلى أن “فرحة صائم” حملت في طياتها لمسات وفاء وعرفان، حيث تم تخصيص 5000 وجبة إفطار بأسم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية الأسبق – رحمه الله -، بالإضافة إلى تخصيص وجبات أخرى تكريماً لشهداء الواجب وأمراء الأحساء السابقين – رحمهم الله تعالى -. كما قدم الشعيبي شكره وتقديره للداعمين من رجال الأعمال والشركات الذين كان لمساهمتهم دور فاعل في نجاح المبادرة، وخص بالذكر رجل الأعمال الشيخ صبيح بن علي المري، وشركة فوشيه، وشركة كراب، وشركة السليمانية القابضة.
بدوره، توجه الأستاذ عبدالله السلطان، المسؤول التنفيذي للجمعية، بجزيل الشكر والتقدير لجميع المتطوعين والجهات المانحة والشركاء، معربًا عن تقديره الخاص للمشاركة الفاعلة من منسوبي محافظة الأحساء في أعمال تجهيز وتوزيع الوجبات، مما يجسد روح العطاء والتكامل بين مختلف القطاعات لخدمة المجتمع. كما خص بالشكر هيئة الهلال الأحمر السعودي، والجهات الأمنية بمحافظة الأحساء على تعاونهم المثمر في تسهيل عمليات التوزيع الميدانية. ووجه شكرًا خاصًا لسعادة الأستاذ مساعد بن محمد السعيد، مدير مركز التنمية الاجتماعية بالأحساء، على دعمه المستمر وتعاونه البنّاء الذي يعكس الدور الحيوي لمركز التنمية الاجتماعية في احتضان وتمكين مبادرات القطاع غير الربحي والارتقاء بالعمل المجتمعي، مثمنًا استضافة المركز لمقر عمليات تجهيز وإعداد الوجبات وتوفير كافة التسهيلات اللازمة لإنجاح أعمال المبادرة. وأكد السلطان أن “هذه المبادرة هي جزء من سلسلة برامج وجهود اجتماعية مستمرة تقوم بها الجمعية، وندعو جميع أفراد المجتمع ومؤسساته من القطاعين العام والخاص إلى المشاركة الفاعلة في مبادراتنا القادمة، فبالعمل المجتمعي المشترك وتكامل الجهود نحقق التنمية المستدامة ونبني مجتمعًا أكثر ترابطًا وازدهارًا”.
ويُعد نجاح مبادرة “فرحة صائم” تأكيدًا جديدًا على الدور المحوري الذي تلعبه جمعية سند للمسؤولية الاجتماعية في خدمة مجتمع الأحساء، وترسيخ قيم العطاء والتكافل، والمساهمة الفاعلة في تحقيق التنمية المجتمعية الشاملة.