ضعف السمع يفاقم خطورة الإصابة بقصور في القلب

خلصت دراسة إلى أن ضعف السمع يفاقم من خطورة إصابة المرء بقصور في القلب.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي.أي ميديا) أن الباحثين أشاروا إلى أن الضغط النفسي الناجم عن ضعف السمع يقوم بدور “ملحوظ”.
ومن أجل الدراسة، قام خبراء في الصين بتحليل بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة لـ164 ألفا و431 شخصا، أكملوا اختبارات مصممة لتحديد القدرة على السمع.
وتم توزيع هؤلاء الأشخاص على ثلاث مجموعات بناء على أدائهم في الاختبار الثلاثي الرقمي، الذي يفحص مشاكل السمع من خلال استخدام تركيبات عشوائية من الأرقام في ظل الضوضاء.
وفي البداية لم يكن يعاني أي ممن شملهم التحليل من قصور في القلب، ولكن خلال فترة المتابعة التي امتدت لأكثر من 11 عاما، أصيب 4449 بقصور في القلب.
الذين لديهم عتبة استقبال كلام أعلى، مما يعني أنهم في حاجة إلى صوت أعلى لفهم الكلمات، تزداد لديهم خطورة الإصابة
وخلص الباحثون إلى أن الذين لديهم عتبة استقبال كلام أعلى، مما يعني أنهم في حاجة إلى صوت أعلى لفهم الكلمات، تزداد لديهم خطورة الإصابة بقصور في القلب.
وقال الباحثون “مقارنة بالذين يتمتعون بقدرة طبيعية على السمع، فإن المشاركين الذين لا يتمتعون بالقدرة الكافية على السمع وضعف السمع أو يستخدمون أجهزة للمساعدة في السمع تزداد لديهم خطورة الإصابة بقصور في القلب”.
وتعتبر الأذن الداخلية في الكثير من الأحيان أول أعضاء الجسم تأثرا بأمراض القلب، إذ يتم تزويدها بالدم من خلال الكثير من الشرايين الدقيقة التي ينبغي أن تكون سليمة وخالية من الالتهابات لضمان التدفق السليم والكافي من الدماء، وبالتالي الحفاظ على أداء وظائفها بكفاءة، وفقا لدراسة نشرتها مجلة “ساينس”، أفادت بأن أمراض القلب والأوعية الدموية تقلل من تدفق الدم إلى الأذن، مما يسبب التلف لأجزاء مختلفة من الجهاز السمعي، تصل في بعض الأحيان إلى فقدان السمع الحسي العصبي، إضافة إلى اضطرابات أخرى مثل طنين، والتهابات الأذن، وخروج صديد منها، الأمر الذي يمكن الكشف من خلاله على الأمراض المزمنة، ومن بينها عدم انتظام ضغط الدم وتشوهات الجهاز التنفسي.
وأثبتت دراسة أجرتها جامعة “هارفارد” في عام 2018، وجود علاقة مهمة بين أمراض القلب وفقدان السمع، إذ وجدت أن فقدان السمع كان منتشرا بنسبة 54 في المئة بين الأشخاص المصابين بأمراض القلب، دون الوقوف على أسباب تلك العلاقة بشكل واضح، إلى أن توصلت الدراسة إلى تضرر السمع في حال نقصان الإمداد الدموي المُحمّل بالأكسجين مع الانتباه إلى مدى قدرة الخلايا الفردية في الأوعية الدموية على الانقباض والاسترخاء بما يحدد مقدار الدم الذي يصل إلى الأذن الداخلية.
وهناك أدلة على أن بعض الحالات مثل الشيخوخة ومرض السكري والتجلطات الدموية تلحق الضرر بالأوعية الدموية، ومن ثم تعطل التحكم في تدفق الدم إلى الأذن، مما يمكن أن يؤدي إلى فقدان السمع، ورغم ذلك، يأمل الباحثون في التوصل إلى طريقة للتحكم في إمداد الدم إلى الأذن الداخلية لتلافي المشكلة في حال الإصابة بالأمراض التي تؤثر على تدفق الدم.