“بلاك هات” تفاعل مباشرة مع الخبراء والعلماء
منذ أن أعلنت المملكة عن إنشاء الاتحاد السعودي للأمن السيراني، كانت حريصة كل الحرص، على إعداد أجيال من المبتكرين والمحترفين، وإلهامهم بالتقنيات المتقدمة عبر سلسلة من المبادرات والمنافسات والفعاليات، بالإضافة الى تمكين الكفاءات الشابة وتطويرها، وإتاحة الأدوات لها، واستثمار الفرص من أجل مستقل آمن ومزدهر.
“بلاك هات” من 28 امرأة الى 100
تقول د. حنان وحيد الهندي ـ أستاذ الأمن السيبراني المساعد بكلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الملك سعود: يشهد عالمنا تطوراً كبيراً في عالم التكنولوجيا والانترنت في كثير من المجالات، كالاتصال والتواصل والخدمات الحكومية والتعليم والأعمال والترفيه وغيره.
وتماشياً مع رؤية المملكة 2030، فإن التحول الرقمي للحكومة السعودية ساهم في تقديم كافة الخدمات الحكومية بشكل رقمي، بكفاءة وفعالية وسهولة للوصول إليه.
ومما لا شك فيه أنّ اعتمادنا الشديد على التكنولوجيا والإنترنت في كافة أركان الحياة، نتج عنه تزايد في معالجة ونقل وحفظ البيانات، والتي بدورها تحتاج إلى حماية من أي برامج خبيثة أو هجمات إلكترونية.
لذا تسعى قيادتنا الرشيدة بخطى واضحة وجهود جبارة، في حماية الفضاء السيبراني، وتوفير بيئة آمنة للبيانات والأنظمة والشبكات والبرامج والعمليات الرقمية لمستخدمي الإنترنت.
وقد حققت المملكة الريادة الدولية في قطاع الأمن السيبراني، وقد صُنّفت في الفئة الأعلى وفق المؤشر العالمي للأمن السيبراني 2024 محققة نسبة 100٪ في جميع المعايير. إضافةً إلى ذلك فقد أولت حكومتنا الرشيدة اهتماما جلياً بالمرأة، بعد ما أعلنت المبادرة العالمية لسمو سيدي وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – في تمكين المرأة، والتي تهدف لتأهيل وتمكين المرأة في مجال الأمن السيبراني.
وفي ظل الحاجة المتزايدة للأمن السيبراني كعنصر جوهري لتقدم القطاعات وتطورها، تسعى هذه المبادرة لمعالجة النقص العالمي في الكفاءات المتخصصة بهذا المجال، وتسعى هذه المبادرة لتعظيم دور المرأة في مجال الأمن السيبراني وزيادة الكفاءات، ودعم توظيفهم ورفع مستوى الوعي والإدراك، ودعم مسار المرأة المهني نحو المناصب القيادية العليا.
إضافةً إلى ذلك فقد ساهمت الجامعات السعودية بشكل واضح، في تقديم برامج متخصصة لمرحلة البكالوريس والدراسات العليا في الأمن السيبراني، وتخريج طالبات مختصات ومهيئات لتلبية كافة الفرص لسوق العمل في مجال الأمن السيبراني.
المعرض حدد مسيرتي المهنية
فيصل الحقباني، طالب في السنة الأخيرة من قسم علوم الحاسب بجامعة الملك سعود، وهو مهتم وباحث في مجال الأمن السيبراني، وحاصل على عدة شهادات احترافية في هذا المجال، يقول:
هذا العام، ولله الحمد، كان لي شرف المشاركة في مسابقة “التقاط العلم” ضمن فعاليات معرض “بلاك هات” في الرياض. وفي تصوري أن هذا المعرض، هو أهم حدث في مجال الأمن السيبراني على مستوى العالم، ويشكل فرصة ذهبية لنا نحن الطلاب والمختصين على حد سواء. فهو يوفر منصة مثالية للاطلاع على أحدث الابتكارات في هذا المجال، والتعرف على الحلول التقنية المتقدمة لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه العالم الرقمي اليوم.
من خلال مشاركتي في “بلاك هات”، استطعت التفاعل مباشرة مع خبراء وممارسين في مجال الأمن السيبراني، بالإضافة إلى الاستفادة من ورش العمل والمحاضرات، التي تبحث موضوعات متخصصة وهامة.
المعرض بلا شك هو فرصة لي ولزملائي لاكتشاف التحديات، والفرص الجديدة في مجال الأمن السيبراني، فضلاً عن تعزيز معارفي العملية التي ستساعدني في مسيرتي المهنية مستقبلاً.
أحد الجوانب المهمة في المعرض، هو فرص التواصل، التي يوفرها بين الجامعات والشركات المتخصصة في هذا المجال. هذا التواصل يسهم في بناء شبكة من العلاقات المهنية، التي قد تفتح أمامنا كطلاب آفاقاً واسعة للعمل والتطور في عالم الأمن السيبراني.
يمكننا من خلال هذه الشبكات اكتساب الفرص التدريبية والوظيفية، وكذلك الاطلاع على أحدث المشاريع والمبادرات، التي تقودها الشركات الكبرى في المجال.
أود أن أشكر الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، على تنظيم هذا الحدث الرائع، وأشيد بالجهود المبذولة من كافة الجهات المعنية، التي ساهمت في تقديم مثل هذه الفرص القيمة لنا نحن الشباب.
إن مثل هذه الفعاليات تساهم في تعزيز قدراتنا، وتطوير مهاراتنا في مجال الأمن السيبراني، مما يسهم في بناء مستقبل رقمي آمن ومتقدم للمملكة وللمنطقة بشكل عام.
الطب الشرعي الرقمي
سلمان الغامدي، طالب علوم حاسب بجامعة الملك سعود، قائد لجنة التقنية بنادي الأمن السيبراني وعضو نادي تقنية المستقبل، ونادي الدرونز والروبوت بلجان التقنية والتطوير، ومهتم في بالهندسة العكسية واختراق الهاردوير، يقول: لايزال الفضول هو دافعي الأول للتعلم، فلما بدأت أقرأ عن التقنيات من حولي وأستمع لمصطلحاتٍ غير مألوفة كالفضاء السيبراني، البرمجة الكائنية، والحوسبة السحابية، دفعني الفضول للتعرف على تلك التقنيات، ومراقبتها وطرق استخدامها، ومن هنا بدأت طريق البحث “كيف اتعلم؟”.
بدأت بالبرمجة منذ عام 2019 حيث جعلتني جائحة كورونا أتعلم وأبحث حول “برمجة الويب” وصولًا الى الهندسة العكسية، لأجد نفسي في النهاية مهتما وباحثاً في مفاهيم الأمن السيبراني.
كانت لعبة “التقط العلم CTF” أول تجربة حضورية لي من قبل نادي الأمن السيبراني في الجامعة، وانتهت بفوزنا بالمركز الرابع، ثم تم ترشيحي بعدها من قبل الجامعة أنا ونخبة من زملائي في تحدي “التقط العلم” بالمؤتمر الوطني السادس لكليات الحاسب في المنطقة الشرقية، وكان المركز الثالث من نصيب جامعة الملك سعود.
ومن الإنجازات الشخصية التي حققتها الحمد لله، الفوز في مسابقة “سيبراني” بمؤتمر ليب 24، وأيضًا تأهلي لنهائيات مسابقة Black Hat 2024، فكان للفعاليات والمعارض المقامة في المملكة، أثر كبير على خوضي تجارب جديدة، واكتساب العديد من المهارات.
الرياض في تصوري، تعمل على تعزيز مكانتها كوجهه عالمي للفعاليات والمؤتمرات والقمم التقنية، من خلال استضافة ” بلاك هات” وغيره من المناشط والاحداث، مثل “ليب LEAP” و”فنتك الدولي Fintech” و”القمة العالمية للذكاء الاصطناعي Global AI Summit” وغيرها.
هذه المؤتمرات والمعارض التقنية هي فرصة لي ولزملائي المهتمين، كونها منصة لتبادل الأفكار، وتجتمع نخبة من المؤثرين والرواد في عالم التقنية، لتتم فيها مناقشة أحدث التوجهات والتطورات العالمية، وهي منصة لجذب الاستثمارات الدولية وتسريع التحوّلات الرقمية، من خلال تمكين وتطوير واعتماد أحدث التقنيات وحلول الاتصال، وجعل المملكة مركزًا رئيسيا للتقنية والذكاء في الشرق الأوسط، من خلال استقطاب أبرز المراكز والشركات العالمية الأكثر ابتكاراً في العالم.
وانا كموهوب بحمد الله في هذا الميدان، لطالما حرصت أن أفهم جذور الأشياء، وأن أتمكن من الدخول لعقل من هندسها، وأرى ذاك الخيال المدهش، الذي صنع لنا هذه الخدمات التي تنعم بها البشرية.
لقد صممت نظام تشغيل، و API لمحرك قراءة الكيبورد في نظام Linux، ومجموعة أدوات مصممة لفك الشفرات، لتستخدم في الـCTF، وقد قدمت محاضرة عن أنواع الاختراق وتطبيقها عمليًا، ومتحدثًا في فعالية BIGn تحت شعار “آفاق أمن المعلومات ومخاطر الشبكات العامة” وكان لي اسهامات بفضل الله في جوانب الأمن والحماية في بعض التطبيقات، وكتبت الكثير حول تحديات CTF المتعلقة بالهندسة العكسية، والطب الشرعي الرقمي، وأعمل الأن على نشر الوعي بشكل اكبر عن مخاطر الانترنت وحماية البيانات.