السياحة في قطر

كنت أستمع للأقارب والأصدقاء ممن زاروا دولة قطر الشقيقة عن جمال الطبيعة والمعالم السياحية والتراثية المشهورة بها وعندما سنحت لي الفرصة بزيارتها بدعوة كريمة من ” Visit Qatar “، قمت بزيارة مدينة الدوحة عاصمة قطر وتعتبر زيارتي الأولي لها، والذي أضاف لزيارتي جمالاً هو موافقة زيارتي هو الاحتفال الرسمي بيومها الوطني الذي يوافق 18 ديسمبر وكانت تزدان شوارعها ومبانيها بإعلامها وصور أميرها الشيخ تميم بن حمد أل ثاني.
مدينة الدوحة التي توجت بلقب عاصمة السياحة العربية 2023 والتي تمنح كل من يزورها فرصة للاستمتاع بأجوائها الدافئة.
تتضمن قطر واجهات بحرية وإطلالات صحراوية خلابة ومتاحف عالمية ومراكز تسوق تعكس التنوع الغني الذ تتمتع به الدولة رغم صغر مساحتها.
بدأت جولتي الاولي بالحي الثقافي ” كتارا ” وهي تعتبر وجهة أيقونة بارزة في الدوحة حيث تجمع بين الفن والثقافة والتراث، وهي واحدة من أبرز الوجهات الثقافية في قطر، تقع على الواجهة البحرية للدوحة، تم افتتاحها في عام 2010، وتهدف إلى تعزيز الثقافة والفنون في البلاد.
أهم معالم ” كتارا ” المسرح الروماني هو واحد من المعالم الثقافية البارزة في الحي الثقافي كتارا، يعتبر هذا المسرح تحفة فنية في الهندسة المعمارية، وقد أُطلق عليه لقب “جوهرة كتارا” نظراً لتصميمه المبدع، حيث تلتقي الهندسة المعمارية الرومانية بالفن العربي الإسلامي الخالد، وقد تمّ الانتهاء من بنائه في 2008 على مساحة 3275 م2، ويتسع المدرج لما يقارب الخمسة آلاف متفرج، مما يجعله من أكبر المسارح الموجودة في الشرق الأوسط، وقد بُني ليعكس الفسيفساء الثقافية العالمية، وقد افتُتِح رسمياً في 11 ديسمبر 2011 بحفل موسيقي ضخم.
حيث صمّم المسرح المكشوف لاستيعاب ما بين 3200 إلى 3900 متفرّج، وتصل قدرته القصوى إلى ما يقارب 5000 متفرّج، يطل على موقع استراتيجي على البحر، مما يوفر أجواءً رائعة للعروض، الجميل أنه يضم مجموعة متنوعة من المطاعم التي تقدم المأكولات القطرية والعالمية ومن أشهرها مطعم ” فيه العافية “، يعتبر الحي الثقافي كتارا وجهة مثالية للزوار الذين يرغبون في استكشاف الثقافة القطرية والفنون، مما يجعله مكانًا حيويًا ومليئًا بالأنشطة الترفيهية=

وعند زيارتي لمنطقة الميناء “سانتوريني الشرق الأوسط”، وهي تقع في قلب الدوحة وهي وجهة ساحلية وعند وصولي شعرت كأنني بإحدى القري اليوناني، يتميز الحي بموقعه على كورنيش الدوحة، لقد تحوّل ما كان يُعرف بالأمس بميناء الدوحة القديم إلى معلم جذب سياحي نابض بالحياة، فبعد أربع سنوات من الأشغال والتطوير، أصبح ميناء الدوحة يضم الآن مبنى مذهلاً للمحطة الكبرى ترسو فيه السفن السياحية الرائعة خلال موسم الرحلات البحرية الشتوي.
كما استمتعت بزيارة استاد لوسيل الشهير الذي استضاف المبارة النهائية لكأس العالم لكرة القدم 2022م.
ومن أجمل المتاحف في الدوحة متحف قطر الوطني يعتبر تحفة معمارية حيث استوحي تصميمه المعماري ” جان نوفيل ” من التكوينات البلورية الطبيعية التي تعرف باسم ” وردة الصحراء ” يستمتع الزائر وهو يتجول بأنحائه يتكون من أقسام تاريخية وتراثية تروي بداية تأسيس دولة قطر.
تعتبر ” مشيرب ” قلب الدوحة فهي نموذجاً للتنمية العمرانية المستدامة حيث تجمع بين الابتكار والتراث كما أن متاحف مشيرب تسرد قصة تحول دولة قطر من خلال أربعة بيوت تراثية تم ترميمها بعناية وهي بيت بن جيلمود وبيت الشركة وبيت محمد بن قاسم وبيت الرضواني كل بيت له قصة ورواية، ولا تكتمل متعة التجول بمشيرب إلا بركوب ” الترام “.
وهل من الممكن زيارة قطر دون زيارة أشهر أسواقها ” سوق واقف ” الشعبي والتراثي حيث يعود السوق بطرازه المعماري ومبانيه المغطاة بالطين إلى حقبة ماضية والذي يحتوي على محلات تعرض المنتجات الشعبية والتراثية، ووجود المطاعم الشعبية في هذا السوق شيء ضروري وأساسي للمكان لتكتمل الصورة ومن أشهرها مطعم ” شاي الشموس “.
وتجولي في بلاس فاندوم مركز التسوق الفاخر الذي يمتد على مساحة 1,150,000 متر مربع، وهو مستوحى من الهندسة المعمارية الفرنسية الكلاسيكية. يضم مركز التسوق، الذي يتميز بمخطط مفتوح والمؤلف من أربعة طوابق، والاستمتاع بمشاهدة النافورة الراقصة التي تتناغم المياه مع أصوات الموسيقي.
ومن أهم الوجهات السياحية الجديدة بالدوحة:
– منتجع رأس بروق القريب محمية المها العربي ومحمية الريم الطبيعية المدرجة ضمن
– جزيرة جيوان التي تحتض مزيج متكامل من المرافق الترفيهية والتجارية والسكنية.
– حديقة مريال المائية في جزيرة ” قطيفان ”
– جزيرة المها تضم مجموعة من المطاعم الفاخرة القريبة من ” لوسيل وينتر وندرلاند ”
ومن الممتع التجول والتنقل بـ ” مترو الدوحة ” الذي يربط أبرز معالم الجذب السياحي في قطر.
كما تعتبر منطقة قناة كارتييه عن مجتمع خاص ورائع حيث يلتقي سحر البندقيّة مع الأناقة العربيّة. تمتاز بمبانيها المنخفضة الارتفاع ذات الألوان الزاهية، وقنوات المياه المتشابكة وساحاتها المخصّصة للمشاة نموذجاً عن مدينة البندقيّة التي تلقي بسحرها وملامحها على هذا المكان الرائع في دولة قطر، الذي يسحرك بجسوره الأنيقة والمزخرفة التي تطفو فوق القنوات المائية مستحضرة روح الحياة الإيطاليّة المفعمة بالرومانسيّة.
من المتوقع أن يكون موسم الرحلات البحرية 2024/2025 الأكبر في تاريخ قطر ومن المتوقع أن تستقبل قطر أكثر من 430 ألف زائر خلال الفترة نوفمبر 2024م إلى إبريل 2025م.
كما تخطط ” قطر للسياحة ” ” Visit Qatar ” تعزيز تعاونها مع المزيد من خطوط الرحلات البحرية العالمية لدفع النمو المستمر في قطاع السياحة في قطر.